SkipToMain.AriaLabel

ما اضطراب القلق؟

Klik for at åben cookiepanel

Du kan ikke se videoer hvis du ikke har accepteret statistik cookies

كل الناس يعرفون الشعور بالقلق.
أحياناً يكون القلق نتيجة تطلّعنا إلى شيء أو حماسنا لشيء سيحدث لنا.
على سبيل المثال، يمكن أن يكون هذا الشيء امتحاناً أو فعالية رياضية نتطلع إليها.
كما يمكن أيضاً أن يكون لقاء غرامياً يجعلنا مضطربين.

لذا فمن الطبيعي تماماً بالنسبة لنا أن نعايش في المواقف المختلفة هذا الشعور الذي نسميه القلق.
غالباً ما يكون الشعور بالقلق مزعجاً بشكل مؤقت.
يمكن أن نشعر بالقلق في أجسامنا، مثلاً من خلال التوتر وخفقان القلب وسرعة التنفس والشعور بالرعشة وعدم الارتياح في الذراعين والرجلين وتعرّق الكفين وجفاف الحلق.

أحياناً يكون هناك سبب وجيه للشعور بالقلق، ومثال ذلك إذا كنا نستشعر خطراً معيناً عند عبور الطريق أو كنا بصدد التعرض لهجوم.
هذا القلق الطبيعي ضروري لوضع أجسامنا في حالة يقظة.
وعندئذ نكون جاهزين للفرار أو التصدي للخطر الذي يهددنا.
وعندما ينتهي هذا الخطر، سرعان ما يسترخي الجسم والقلب من جديد.

يمكننا أيضاً أن نسمي هذا النوع من القلق خوفاً؛ لأننا نعرف سبب رد الفعل، ونتوقع أن يختفي القلق عندما ينتهي الموقف.
في أحيان أخرى نعايش القلق دون أن يكون هناك سبب حقيقي له، أو ربما يحدث القلق في مواقف معينة نعرفها من الحياة اليومية.
إنه يحدث فحسب.

يمكن أن تعايشه كشيء غير معقول بالكلية أو محرج تماماً؛ لأنك أنت الشخص الوحيد الذي ينتابه.
ربما لا يتأثر الآخرون الحاضرون بهذا الموقف نفسه.
يمكن أن يكون القلق سيئاً جداً لدرجة اضطرارك إلى الانسحاب من هذه المواقف أو تجنب الدخول فيها بالكلية.
وقد يعني هذا أن هناك مواقف أو أنشطة لم يعد يمكنك المشاركة فيها.

يبدأ القلق في الخروج عن السيطرة وقد يسفر عن شعورك بعدم الارتياح بشكل مستمر أو البحث دائماً عن سبل لتجنب المواقف التي تثير القلق.
سينتزع منك ثقتك بنفسك ويمكنه التأثير على حياتك العملية.
ويمكنه كذلك التأثير على حياتك العائلية ويمكنه التأثير على رغبتك في ممارسة حياة نشطة مليئة بالأنشطة الترويحية.

قد يسفر أيضاً عن عدم نومك بشكل جيد، وبالتالي شعورك بالتعب في اليوم التالي أو مواجهتك صعوبات في أداء واجباتك الوظيفية أو المدرسية.
هناك أيضاً من يحاولون التغلب على القلق بشرب الكحوليات.
وقد يساعدهم هذا لفترة وجيزة، لكن يمكنه التسبب في مشكلات جديدة على المدى البعيد في العمل ووقت الفراغ على السواء.

إذا كنت عايشت مثل هذا القلق لعدة سنوات، ستكون قد طورت عادة مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات لتجنب القلق.
ربما لا تتقدم لشغل وظيفة أو الالتحاق بتعليم أنت مؤهل لهما؛ لأنك لا تجرؤ على الذهاب إلى مقابلة التوظيف أو لا تجرؤ على التواجد في القاعة الدراسية مع الآخرين.
وبهذه الطريقة يمكنك إخفاء قلقك لسنوات وربما تعتقد أنك الشخص الوحيد الذي ينتابه هذا الشعور، لكنك لست الوحيد.

يحدث هذا في الواقع لما يقارب خُمس السكان، حيث تنتابهم في وقت أو آخر أعراض القلق إلى درجة يمكن تصنيفها كمرض.
بالنسبة لبعض الناس، يزول هذا الشعور بشكل أو بآخر بمرور الوقت، لكن هناك الكثيرين من حولنا يتحملون الأعراض لسنوات، ربما دون التماس مساعدة أو إخبار أي شخص بأمره، ولا حتى أقرب الناس.

هناك أنواع مختلفة كثيرة من القلق، ونعرف اليوم أنها كلها تتطلب علاجاً خاصاً بها.
كما نعرف أيضاً أن العلاج فعال جداً بوجه عام.
إذن لا يوجد ما يدعوك إلى ترك القلق يسيطر على حياتك.

علاجنا يُعنى بإزالة القلق أو على الأقل تخفيفه كثيراً لدرجة أن تستطيع العيش به وتحيا حياة طبيعية.
الشكل الأكثر شيوعاً من العلاج هو المعالجة السلوكية المعرفية.
وهذا يعني أن تشارك في عدد من الجلسات العلاجية التي تتعرف خلالها أنت ومعالجك وربما أشخاص آخرون يعانون من أعراض مماثلة على أسباب شعورك بالقلق ومسببات هذا القلق.

ثم تكتشفوا أي الخواطر وأي أنماط الاستجابة يحافظ على القلق.
تتعرف على ردود أفعالك، وبمرور الوقت تتعلم السيطرة على قلقك، وبعد فترة من الزمن، ستتراجع شدته ولا يعود يسيطر على حياتك اليومية.
أعتقد أنك ستشعر بهذا على هيئة ارتياح عظيم لاستعادتك السيطرة على حياتك من جديد عندما يتلاشى القلق أو تتراجع شدته.

من وقت إلى آخر، يجوز أن يتناول المرء أيضاً أدوية لتخفيف أعراض القلق.
كقاعدة، سيكون هذا لفترة زمنية محدودة أثناء انتظار العلاج.
قد يكون دواء تتناوله بمفرده أو كمكمل للمعالجة السلوكية المعرفية التي سبق وذكرتها.

إذا كنت تعاني من القلق، ينبغي أن تتصل بطبيبك.
وسيقدم لك المشورة بشأن العلاج الأنسب لك ولنوع القلق الذي تعاني منه.
كل ما عليك هو أن تبدأ.