العلاج الطبي للمرض العقلي
Du kan ikke se videoer hvis du ikke har accepteret statistik cookies
يشار عموماً إلى أدوية علاج المرض العقلي باسم العقاقير نفسية التأثير. والواقع أن قدرتنا على التأثير على حالتنا النفسية بواسطة عقاقير مختلفة ليست بالشيء الجديد أبداً. فكمثال، فكّر فقط في الكحول وغيره من المسكرات التي عرفناها منذ قرون من الزمن. وفي الطب النفسي الحديث، نستطيع توفير معالجة دقيقة جداً باستخدام الأدوية، إما كطريقة المعالجة الوحيدة أو - كما في معظم الحالات - بالإضافة إلى أشكال أخرى من المعالجة. قد تكون هناك مثلاً المعالجة بالمحادثة، فردياً أو جماعياً. وقد يكون هناك التثقيف النفسي، الذي يعني تعلّم المزيد عن المرض وكيفية التعايش معه، بالإضافة إلى أشكال مختلفة كثيرة للدعم في البيئة المحلية والتي ليست جزءاً من الرعاية الطبية النفسية. أحياناً يكون العلاج التمهيدي بالأدوية ضرورياً للتعافي بشكل كافٍ؛ بحيث تؤتي المعالجة المتبقية والدعم مفعولاً.
تؤتي العقاقير نفسية التأثير مفعولها أساساً بالتأثير على الجهاز العصبي. ويحدث هذا بطرق مختلفة. لكن ببساطة نقول إن العقار إما يعزز التواصل بين الخلايا وإما يثبطه. وبالتالي ففي حالات كثيرة، يساعد هذا على علاج خلل محتمل حدث نتيجة المرض العقلي. وكما نعرف جميعاً، هناك بالطبع أنواع مختلفة كثيرة من الأمراض العقلية، وبالتالي أنواع مختلفة كثيرة من العقاقير نفسية التأثير. وقد يصعب عليك اكتشاف ما هو أنسب لك من بين تشكيلة كبيرة.
ويمكن تقسيم العقاقير إلى بعض المجموعات الرئيسية، وهنا سنحاول تعديد بعضها الأكثر استخداماً في الرعاية الطبية النفسية. تستطيع أدوية الاكتئاب، والتي نسميها العقاقير المضادة للاكتئاب، المساعدة على تقليل الأعراض التي تنتابك أثناء تأثير المرض عليك. فبالإضافة إلى علاج الاكتئاب، أثبتت هذه الأدوية أيضاً فعاليتها الشديدة ضد عدد من اضطرابات القلق، كنوبات القلق الهلعي والرهاب الاجتماعي واضطراب الوسواس القهري، والذي تترتب عليه خواطر وأفعال قهرية. إذن يمكننا تسمية هذه الأدوية أيضاً أدوية مضادة للاكتئاب والقلق.
وأما أدوية الذهان فتسمى العقاقير المضادة للذهان. والذهان حالة طبية يكون فيها المخ مغموراً بالمدخلات الحسية، ويصعب فيها التمييز بين الواقع والخيال. وأحياناً قد تعاني أيضاً من تشوش في إدراك ما يحدث من حولك. وفي هذه الحالة، يعمل العقار بحيث يكون المخ أقدر على تصنيف الأفكار والانطباعات العديدة التي تؤثر عليك.
ثم هناك الأدوية المثبّتة للحالة المزاجية. فبعض الناس يعاني من تقلبات مزاجية عنيفة. وكان هذا المرض يسمى المرض الهوسي الاكتئابي، أما اليوم فنسميه الاضطراب العقلي الوجداني ثنائي القطب. ففي هذه الحالة، تمر بفترات ينتابك فيها الاكتئاب، وتتناوب معها فترات يحدث فيها كل شيء بشكل سريع جداً. فقد لا تنعم مثلاً بنوم جيد وقد تشعر بنشاط مفرط. وأفضل دواء معروف في هذه المجموعة يسمى ليثيوم. يمكن استخدام هذا الدواء أيضاً لمنع تكرار الاكتئاب، إذا كنت عرضة للإصابة بذلك.
تتألف المهدئات والأدوية المضادة للقلق من أدوية قديمة ومعروفة جيداً مثل ستيسوليد، وأوكساباكس. وهما يؤتيان مفعولاً سريعاً وكفئاً ضد القلق والأرق. لكن سرعان ما يتطور لديك تحمّل للعقار، وهناك كثيرون يدمنونه على نحو يصعب الإقلاع عنه. وبالتالي نمانع بشدة استخدام هذا الدواء أكثر من بضعة أيام أو لفترة لا تزيد عن بضعة أسابيع، مع عدم وصفه أبداً كشكل منفرد من أشكال المعالجة.
كما سبق وذكرت، نادراً ما تؤتي العقاقير نفسية التأثير مفعولاً بمفردها. ولهذا السبب، يجب أن تتحدث مع معالجك بشأن ما ينبغي فعله غير ذلك، أو ماذا يمكنك فعله بنفسك بجانب تعاطي الدواء. من المهم أيضاً أن تأخذ الدواء بانتظام وبالجرعات التي اتفقت عليها مع طبيبك. لا تبدأ في التجريب بنفسك.
جميع الأدوية لها آثار جانبية، وهذا ينطبق أيضاً على العقاقير نفسية التأثير. وبالتالي فغالباً ما يلزمك أن تمحص مع طبيبك الآثار الجانبية الأكثر تكراراً للعقاقير التي تتعاطاها تحديداً. يجب أن تتحدثا أيضاً عما ينبغي أن تفعله إذا شعرت بآثار جانبية. من الآثار الجانبية النمطية للعقاقير نفسية التأثير ازدياد الوزن أو الغثيان أو الصداع. كما يمكن أن يتأثر نشاطك الجنسي أيضاً. من حسن الحظ أن الآثار الجانبية غالباً ما تكون خفيفة وتزول بعد بعض الوقت.
بعض الأدوية تحتاج إلى وقت طويل قبل أن تؤتي مفعولها. وقد يكون طبيعياً تماماً ألا تشعر بتحسن مباشرة. ويصعب في بداية العلاج تحديد مدة المداومة على تناول الدواء، ويتوقف هذا على تشخيصك والأعراض التي تنتابك. وكما هو الحال مع بعض الأمراض البدنية، هناك أشخاص ربما يحتاجون إلى تناول الدواء طيلة حياتهم، وهناك آخرون يتناولون الدواء بضعة أشهر أو سنوات، وهناك فئة ثالثة يحتفظون بالدواء في خزانة الأدوية بحيث يتناولونه من حين إلى آخر حسب الحاجة.
وعندما يحين الوقت لكي تتوقف عن تناول الدواء، غالباً ما يلزم التوقف تدريجياً وببطء عن تناوله، لأنه يجب إتاحة وقت للجسم لكي يعتاد على الامتناع عن الدواء. ينبغي أن تدرك أنك إذا تناولت عقاقير نفسية التأثير، فلا بد من مراعاة تناولها في ظل ظروف معينة. وينطبق هذا مثلاً على حالة الحمل أو التخطيط للحمل أو الإرضاع. وقد يكون هذا أيضاً ضرورياً إذا كنت تقود سيارة أو تشغّل آلة. وقد تكون للدواء أيضاً آثار جانبية غير مقصودة إذا كنت مدخناً أو تشرب الكحول أو تتناول أنواعاً أخرى من الأدوية بوجه عام. تحدث مع طبيبك عن مدة المداومة على تناول الدواء وما ينبغي أن تكون على وعي به فيما يتعلق بالدواء الذي تتناوله.
Opdateret mandag den 24. nov. 2025
